خمسة أسئلة عن الحمولة الإجمالية
ربما لا يوجد أي مصطلح بحري يثير قدراً من الالتباس وسوء الفهم بقدر الحمولة الإجمالية
أجاب ألبرت نازاروف، المهندس البحري والمعماري والحاصل على درجة الدكتوراه في العلوم التقنية ورئيس شركة Albatross Marine Design، على أسئلتنا حول ما يعنيه "الحمولة الإجمالية" في الفهم الحديث، ولماذا أصبح هذا المعيار اليوم أحد العناصر الأساسية في بناء وتشغيل اليخوت.
1. لماذا يحتاج مالكو اليخوت اليوم إلى معيار مثل الحمولة الإجمالية (GT)؟
الحمولة هي إحدى الطرق لتصنيف السفن من حيث الحجم، تمامًا مثل تصنيفها وفقًا للطول أو سعة الركاب وما إلى ذلك.
ومن الجدير بالذكر أن تسمية "الحمولة" تثير بعض الالتباس، حيث يتم الخلط بينها وبين الكتلة، أو الإزاحة، أو الحمولة الصافية، وما إلى ذلك – وقد سمعنا الكثير من المفاهيم الخاطئة حولها. سيكون من الأدق تسمية هذه القيمة بشيء مثل "حجم المكعبات" أو "حجم القياسات المكعبة". في الواقع، الحمولة هي وحدة لقياس الحجم، وليست الكتلة أو الوزن.
من أين جاءت هذه التسمية؟ الأمر بسيط. في العصور القديمة، كان حجم مخازن السفن يُقاس بعدد الجرار الممتلئة بالنبيذ. وكلمة " (tun) تون" بالإنجليزية و" (tonneau) تونّو " بالفرنسية تعني برميل النبيذ، والتي بمرور الزمن تحولت إلى "طن". لاحقًا، أصبحت "الطن" كوحدة حجم لمخازن السفن تعادل 100 قدم مكعب (2.83 متر مكعب). ومنذ ذلك الحين، أصبح يتم قياس حجم السفن التجارية بهذه الوحدة، ثم أعيدت تسميتها إلى "الطن المسجل" (RT) لغرض تجنب التلاعب الضريبي، وبدأ تسجيل الحمولة رسميًا.
كانت حمولة السفن التجارية تُستخدم لحساب الضرائب، ورسوم الموانئ والقنوات، وتحديد حجم وطبيعة طاقم السفينة. بل وأكثر من ذلك، فقد كان ولا يزال إجمالي الحمولة لأسطول معين (سواء كان تجاريًا أو عسكريًا) يُعتبر مقياسًا لقوة الدولة.
من ناحية أخرى، حاول أصحاب السفن التجاريون الأذكياء خفض الضرائب ونقل أكبر قدر ممكن من البضائع بأقل حمولة مسجلة. وكثيرًا ما اقترب هذا السلوك من تجاوز الحدود المقبولة للسلامة، ولا يزال هذا الأمر ملاحظًا حتى اليوم.
هل لاحظتم القوارب الكورية واليابانية لصيد الأسماك؟ لماذا تكون أسطحها قريبة من مستوى خط الماء ولها جدران جانبية عالية جدًا؟ تبدو هذه التصاميم غريبة وخطرة! السبب بسيط – فالحجم المغلق أسفل السطح يُحسب ضمن الحمولة، بينما لا يتم احتساب الفراغ المفتوح بين الجدران الجانبية. لهذا السبب، يتم تحميل الأسماك بين الجدران الجانبية بشكل مكشوف، مما يسمح لهم بنقل المزيد من الحمولة مع ضرائب أقل.
2. كيف يتم تحديد وحساب الحمولة الإجمالية (Gross Tonnage - GT):
كما ذكرت، الحمولة هي مقياس للحجم. هناك نوعان من الحمولة: الحمولة الإجمالية (Gross Tonnage - GT) التي تمثل الحجم الكامل لجسم السفينة والهيكل المغلق، والحمولة الصافية (Net Tonnage - NT) التي تعبر عن الحجم الفعلي المفيد لنقل البضائع والركاب. يتم تمثيلهما بـ GT و NT على التوالي.
لذلك، المبدأ بسيط: لحساب GT، يجب حساب الحجم الكامل لجسم السفينة والهيكل المغلق. أما لحساب NT، يجب حساب حجم الأماكن المستخدمة لنقل البضائع والركاب. لكن ليس مجرد الحجم، بل مع وجود تعديلات ومعاملات مختلفة. وبالتالي، يتم حساب GT بناءً على أبعاد السفينة وضربها في معاملات معينة، بينما يتم حساب NT عن طريق جمع أحجام الأماكن.
لماذا تُستخدم المعاملات؟ هذا سؤال مثير للاهتمام. اتضح أن المعاملات تم إدخالها عند اعتماد الاتفاقية الدولية لقياس سعة السفن في عام 1969 (ITC-69) لضمان الاستمرارية مع الوثائق التي تم إصدارها سابقًا للسفن.
تختلف الصيغ المستخدمة لحساب الحمولة. فالإدارات البحرية في عدد من البلدان، أو على سبيل المثال، قناة بنما وقناة السويس، تستخدم صيغها الخاصة (وهو ما يعود بعائدات على الميزانية!). ولا أذكر هنا السفن الصغيرة، حيث تمتلك كل دولة تقريبًا صيغة خاصة بها، لكن هذه الصيغ عادةً ما تكون أبسط من تلك المستخدمة للسفن الكبيرة.
لقد نال أسلوب حساب الحمولة الموثق في الاتفاقية الدولية لقياس سعة السفن لعام 1969 (ITC-69) انتشارًا دوليًا واسعًا واعترافًا كبيرًا. وهذه اتفاقية تحتوي على العديد من التفاصيل، ويمكن للراغبين دراستها.
3. ما الفرق بين الحمولة الإجمالية المسجلة والحمولة الإجمالية؟
لا ينبغي الخلط بين الحمولة الإجمالية (Gross Tonnage - GT) والحمولة الإجمالية المسجلة (Gross Registered Tonnage - GRT)، ولا ينبغي قياسها بالأطنان المسجلة (RT) لأنها ليست صحيحة. تاريخيًا، كانت السعة تُقاس بالفعل بالأطنان المسجلة (RT)، لكن في الاتفاقية الدولية لقياس سعة السفن (ITC-69) تم اقتراح الإشارة إليها بدون وحدات قياس - ببساطة "GT 400". لماذا؟ لتجنب الالتباس وللفصل بين النظام التقليدي الذي كان معمولًا به قبل إدخال الاتفاقية ونظام القياس الجديد. من المهم أن نتذكر أن الحمولة الإجمالية (GT) هي حجم نظري، وقد تم إدخال المعاملات لهذا الغرض.
4. في أي مرحلة من بناء اليخت يتم تحديد الحمولة الإجمالية، ومن المسؤول عن ذلك؟
يتم تقدير الحمولة الإجمالية في البداية من قبل المصمم أثناء تطوير مشروع اليخت. ولكن الشهادة الرسمية - شهادة قياس الحمولة (Tonnage Measurement Certificate - TMC) تُصدر من قبل هيئة مختصة. يتم القياس والحساب بواسطة مفتش معتمد، والذي بالطبع يطلب معلومات من المصمم.
كمرجع: سعة/حمولة 500 تقريبًا تعني سفينة بطول 50 مترًا، وحمولة 150 تقريبًا تعني طول 24 مترًا، وحمولة 100 تقريبًا تعني طول 20 مترًا. على الرغم من ذلك، فإن حوض البناء قد يلعب أحيانًا بالأبعاد، مثل زيادة المساحات المفتوحة على الأسطح وتقليل المساحات المغلقة، مما يؤثر على الحمولة الإجمالية.
5. لماذا لا يرغب العديد من مالكي اليخوت في تجاوز 500 GT؟
تشبه هذه الظاهرة ما يُعرف بـ "الطول السحري" البالغ 24 مترًا، حيث يصبح السفينة تحت هذا الطول "سفينة صغيرة" وتطبق عليها قواعد مبسطة. إذا نظرنا إلى مدونة REG لليخوت - الوثيقة الأساسية لليخوت الكبيرة - يمكننا أن نلاحظ أن العديد من المتطلبات مرتبطة بحد "500 GT". عند تجاوز هذا الرقم، تتعقد المتطلبات وتزداد، بينما عند وجود حمولة أقل، يتم تبسيط المتطلبات، وتصبح بعض الاتفاقيات الدولية غير سارية بالكامل، مما يقلل من شروط المرافق وظروف العمل للطاقم.
بشكل عام، يُعتبر ذلك توفيرًا مفيدًا في تكاليف صيانة السفينة، وأيضًا في الضرائب المفروضة عليها..
لقد اشتركت بنجاح في نشرتنا الإخبارية.