توني كاسترو: توليد أفكار جديدة وابتكار شيء جديد في كل مشروع

وُلِد في لشبونة، واسمه الكامل أنطونيو ماريا دي لانكاستري دي ميلو إي كاسترو، والبحر هو بيئته الطبيعية التي يكون فيها على سجيته

كان شغوفاً بالإبحار منذ أن كان في السابعة من عمره، وبدأ خوض سباقات بحرية في سن الثامنة، وفاز بأول بطولة وطنية «للبالغين» في سن الثانية عشرة. وقد فاز أيضاً بالعديد من بطولات الشباب بينما كان لا يزال مراهقاً. وبعد أن انتقل إلى إنكلترا شارك في سباقات مختلفة حتى أنه فاز مرة بسباق Admiral’s Cup كعضو في الفريق الوطني البريطاني. وهو حتى الآن، لا يزال يحن إلى الإبحار بيخته الشراعي من طراز «dragon».

ليس من المستغرب أنه عندما بدأ في تصميم اليخوت، كان يستطيع فهم الديناميكا الهوائية والمائية للسفينة ليس فقط على المستوى النظري، ولكن أيضاً على مستوى حدسي، بالفطرة. فعلى سبيل المثال، عند حديثه عن التدفق الانسيابي على هياكل مراكبه، يمكنه بسهولة أن يطلق عبارةً من قبيل «الماء سيكون راضياً».

بعد أن حصل توني على شهادة الهندسة، قضى بعض الوقت في العمل مع رون هولاند، وفي عام 1980 أنشأ شركته الخاصة Tony Castro Yacht Design. وهنا كان لتجربته الغنية في السباقات فائدة كبيرة. فقد أجرى كاسترو تغييرات جريئة وعدل العارضة لأول يخت شراعي عمل عليه، على الرغم من أن مصمم اليخت كان اسماً مرموقاً في مجال التصميم البحري. بعد ذلك، تجاوزت سرعة القارب كل التوقعات حيث حافظ اليخت Moonduster على رقمه القياسي لليخوت ذات الهيكل الواحد في سباق Round Ireland لمدة تناهز 15 عاماً!

منذ ذلك الحين، سجل كثير من يخوت توني كاسترو أرقاماً قياسية عالمية وفاز بجوائز في أهم السباقات. ومن السهل العثور على قائمة طويلة جداً لليخوت الفائزة التي صممها، وعلى رأسها منذ عام 1981 اليخت Justine III الذي فاز بكأس العالم للفئة One Ton وكان أول يخت بهذه الفئة، ولا يزال الوحيد، الذي فاز بجميع السباقات الخمسة في بطولة العالم.

واليوم، لا تقتصر قائمة إنجازات استوديو توني كاسترو على اليخوت، إذ إنها تضم أيضاً تصاميم لسيارات ومبانٍ، وتصاميم داخلية لطائرات ومروحيات، وأخرى لساعات فضلاً عن الملابس. ويشمل نطاق نشاطه البحري المراكب الشراعية والآلية (بما في ذلك قوارب السرعة) من حجم الميكرو إلى الميغا، ومشاريع مخصصة بالكامل، وتطوير فئات محددة (مثل قارب السباق الأحادي العارضة SB20). لقد تم بناء أكثر من 10000 قارب من تصميم توني كاسترو. وما يزال تعاونه مع أحواض مثل Beneteau و CS Yachts و Focus و Galeon و Jeanneau و Jongert و KM Yachtbuilders و Laser و Neptunus و Palmer Johnson و Royal Huisman و Williams وغيرها قائماً منذ سنوات.

ولمراكب الاستكشاف لدى كاسترو مكانة خاصة، لأنه يهوى السفر إلى أماكن جديدة بعيداً عن الوجهات المألوفة. أما وجهته المفضلة فهي القارة القطبية الجنوبية. وللمستكشف العالمي سكيب نوفاك، المشهور باستكشاف المياه القطبية، صمم كاسترو اثنين من يخوت الاستكشاف الشراعية الفريدة: Pelagic 77 و Pelagic Australis، وكلاهما بُني في حوض KM Yachtbuilders.

وفي الآونة الأخيرة، قدم المصمم مفهوماً جديداً تحت اسم «يخوت من أجل العلم» (Yachts for Science): «لقد تم تطبيق تقنيات جديدة من أجل توفير يخوت أكثر مراعاة للبيئة تكون مكتفية ذاتياً ويُعتمد عليها ومتينة للغاية. فتصميمها بحد ذاته ينبغي أن يضمن عدم تضرر الحياة البحرية من إلقاء مخلفات اليخت في الماء أو حتى من الرسو. وسيتيح مفهوم ‹يخوت من أجل العلم› للمالكين الفضوليين المشاركة في البحوث العلمية عن المحيطات وجمع البيانات مع أقل تأثير على النظم البيئية الهشة. وهذه المبادرة ستشجع على الابتكار في القطاع البحري وستسرّع في تطوير اللوائح التنظيمية والبنية التحتية اللازمة للحفاظ على المناطق المحمية».

ويقر كاسترو أنه، بخلاف زملائه، لا يرغب في أن يطور استوديو توني كاسترو «بصمة» تحمل أسلوباً محدداً يمكن أن ينسب إليه. فهو لا يشعر برغبة في تكرار التصميمات المستهلكة لسنوات. فالمتعة الأكبر لديه تكمن في فهم ما يريده الزبون وابتكار تصميم جديد في كل مرة – تصميم مطابق لما تخيله الزبون.